جِل شعر ، حذاء المناسباتِ الجلدي الأسود ، ونظراتٌ فزِعةٌ تكشف المحيط لطمأنةِ قلبي ولا تعود إليه إلا بفزعٍ أكبر .
حباتُ عرقٍ لزجة، صعوبةٌ في ازدرادِ الريق وإجاباتٌ متلعثمةٌ متأخرةٌ على استفسارات والدي.
أهكذا يشعر الخاطئون؟
ضل هذا التساؤل بارزًا أمام عينيَّ وأنا أرافق والدي لأداء صلاة العصر في الجامع الكبير ، وكلما أغمضتها متمنيًا زوال التساؤلِ صار أوضح من قبل.
” من أجل عِقد الأميرةِ الذهبي تهون الآثام” رددتها في صدري حتى صرت مستعدًا لمعانقةِ الخطيئة والتماهي مع تبعاتها .
تركت والدي عند عتبةِ باب الجامعِ متعذرًا بحاجتي لتجديد وضوئي ثم سابقت الخطى ناحية ملعب النوكامب كعُتُلٍّ يرفض الرحمة.
وخشيت عقابًا دنيويًا يقع عليَّ من فوره قبل حدوث الخطيئة .
ولما طال أمد وصوله أصابني الهلع خشية طردي من رحمةِ الله.
وعلى حدود النوكامب، التقطت أنفاسي التي أضعتها مع نظراتي الوجلةِ طوال الطريق .
ثم رحت أترقب وصول فرجٍ بفارغِ الصبرِ والفزعِ من إمكانيةِ إخلاله بالوعد.
وكعادتهِ ، لم يتركني صديقي فريسةً لأفكاري السوداويةِ. ووصل على الموعد بسيارته الفضيةِ حديثةِ الطراز ليزيح بعضًا مما استبدّ بي من قلق.
وليسير مخططه كما يجب ، أمرني بتركِ لساني ساكنًا بين فكّيَ وأن أترك له مهمة إدارة الحوار مع الغول مهيوب، فتوة شارع المواد الغذائية.
وافقته على مضضٍ وتوجهنا ناحية المطعم القريب من السوقِ أين يبتلع الغول طعامه كل يومٍ قبل الشروع في روتين ظلم العباد.
تفحص فرج هندامي مطولًا ونحن نقف على ناصية المطعم. بدء بحذاء والدي الأسود اللماع الذي لا يرتديه إلا في المناسبات المهمة التي توقفت بعد تخرجي من المدرسة الثانوية .
كنت قد تجاوزت سؤال أبي عن سبب ارتدائي له في هذه الساعةِ بحجة تمزقِ نعل صندلي الوحيد .
كتم غيظه لثوانٍ ثم وعدني بابتياعِ واحدٍ جديدٍ لي بعد الصلاةِ كيما اضطر إلى سرقةِ حذائه الأثير مجددًا.
آه يا والدي المسكين لو كنت تعلم.
ثم رفع فرجٌ عينيه ناحية بنطالي الواسعِ المزموم في نهايته بحزامٍ جلديٍ باهتٍ جاهدت مليًا في إخفاء لسانه الزائد عن الحد.
يعتليه قميصٌ ورديٌ لم أجد غيره صالحًا للارتداء. كنت قد حصلت عليه من مشاركتي في حملة توزيع منشوراتٍ خاصةٍ بمحاربة سرطان الثدي.
” أنتِ أقوى! لو أنك ارتديت قميصًا آخر! هيا لا مشكلة“
قالها فرجٌ وهو يقرأ العبارة المكتوبة على ظهر القميص ، ثم دلف للداخل.
لم أقوى على تحريك ساقيَّ الراجفتين، وشعرت بحذاء والدي يضيق على قدميَّ ثائرًا يحذرني من مخالفة الوصية . قبل أن أتحرك متثاقلًا بعد نظرة تأففٍ من صديقي.
من بعيد تراءى لي مهيوب بجسده الضخمِ وقرعته الموسومةٍ بعشرات الغرز التي تؤرخ شجاراته كثيرة العدد.
ترتفع يده عن المنضدةِ الموضوعةِ أمامه باتجاه فمه وهي تحمل لقمًا تهرب في خطوط راحةِ يده خوفًا من مصيرها المحتوم.
ويقعد بجانب تكوينه الهائل رجلٌ قصيرٌ هزيل. تزداد ملامح وجهه الطويل مكرًا وقسوةً كلما اقتربت منه .
يكشف قميصه المشجْر مفتوح الأزرارِ عن قلادةٍ فضيةٍ كبيرةٍ يداعبها بأصابعه النحيلةِ كلما فرغ من حكِ أنفه المعقوف .
” هذا ما كان ينقصنا” تمتم فرجٌ بعدما تبين الرجل الدميم القاعد بجانب صاحبه ، همس لي بعدها
” يا رفيق ، لا تنسى الإتفاق. ولا كلمة”
تغيرت بعدها نبرة صوته ولغة جسده وصرخ مهللًا ” والله أني لا أصدق عينيّ ، أقسم بالله أنني لا أصدق ما أراه .
مهيوب ونعيم في نفس اللحظة! هذا من فضل ربي! هذا من فضل ربي ! لا بد وأن الله استجاب لدعاء أمي اليوم.
أنا مدين لله بسجدةِ شكر . هل الأرضية نظيفة ياولد؟” قالها لأحد الغربان الواقفين بجانب الفتوات ثم انحنى للأرض ساجدًا وسط ضحكات مهيوب ونظرات نعيم الجافة.
عاد بعدها لاستكمال مسرحيته بعد أن اقترب من طاولة الغول والأفعى
” سادة الأمن وصفوة الفتوات ، كيف حالكم اليوم؟ ها؟ قولوا لي بماذا أدين لكم لهذا الشرف؟”
قاطعته قهقهة مهيوبٍ الذي راح يشير إليه بأصابعه الدبقةِ وهو يطالع رفيقه الذي لا زال يراقب المسرحية بعينيه الجاحظتين متململًا دون أن ينطق.
واصل ” قل لي يا سيدي مهيوب ، هل جربت الشاي الأخضر الذي جلبته لك ؟ ها ؟ والله لن تجد له مثيلًا في السوق كله .
بضاعة نخب أول قطفة أولى .
مشروب أباطرة الصين الأول. خذ بنصيحتي وداوم عليه لأسبوع.صدقني سترتاح من غازات بطنك إلى الأبد”
صمت فرجٌ للحظاتٍ وراح يزدرد ريقه خوفًا من عقوبة إفشاء سر أمعاء مهيوبٍ أمام غربانه و فتوة من الفتواتِ ورجلٍ غريبٍ لا يعرفه.
مهيوب الذي حدجه غاضبًا ثم نطق بصوتهِ الطفولي الحادِ المخالف لهيئته
” ما لموضوع الملّح الذي جئتني فيه يا فرج؟ أنجز فلا وقت لدي ” ثم عاد لطحن طعامه بأسنانه المدببة.
” جئتك بهدية يا سيدي. قل إني وجدت ضالتك ” هرش رأسه وراح يدقق النظر في الفتواتِ ليتأكد من كسبِ اهتمامهم ثم تابع
” بعد سماعي لخبر إصابةِ واحدٍ من غربانك في المشاجرةِ الأخيرة التي حسمتها بتدخلك المظفور كالعادة. قلت في نفسي مالذي تستطيع تقديمه لوحش الفتوات مهيوب يا فرج؟ من هو الشخص الذي تأتمنه على روحك ؟
ومن هو الذي يمكنك تقديمه ليحظى بشرف الانصياع لأوامر مهيوب؟ فلم أجد خيرًا من هذا الرجل”
التفت خلفه وأشار لي أن تقدم ، فتقدمت حتى صرت بمحاذاته .
” أمين ، متوقد الذهن وحاد الملاحظةِ ويجيد ضبط الحسابات. اسمح لي يا سيدي بأن أقدم لك ضالتك . فرخك الجديد الذي ستشكله على يديك كيفما شئت كي يصير غرابًا مطيعًا. أقدم لك وضاح”
” جسده أضعف من أن يكون تابعًا لغراب، فكيف يصير تابعًا لي؟ لا بد وأنك تمزح ”
قالها مهيوب وهو يتفحص عظام ساعدي التي لاتختلف أبدًا عن عظامِ فخذ الدجاجةِ التائه بين يديه.
لاذ فرج بالصمت ، وشعرت بانتفاء فرص انضمامي لزمرة الغول . وكلما ازداد سكون لسان فرج، ازدادت نبضات قلبي اضطرابًا .
لكن صديقي اللوذعي استطرد مجددًا بثقةٍ لا أعرف مصدرها مصحوبةً بضحكةِ من يمسك بسرٍ خطير ” هه لم تترك لي فرصة إكمال حديثي يا مهيوب . ها أنا أقول لك أهم ميزةٍ فيه “
تفحص وجوه الفتوات مجددًا ثم أكمل ” قد يبدو لك هذا الشخص الواقف أمامك ضعيفًا . كل أمله في الحياةِ أن يمشي بجانب الحائط ويعيش في سلام ولا يجرؤ حتى على إيذاء نملة .
لكن! – رفع كلتا يديه تأكيدًا على أهمية ما يلي– لكن هذا الوضاح يا سيدي رجلٌ تدرب الكاراتيه في صغره وله إطلاع واسع في مجال فنون القتال.
تخيله دبورًا طيب!
تخيله دبورًا صغير الحجم ، ضئيل . يسهل فعصه دون أن تحس بتهشمه حتى . لكنك لن تجرؤ أبدًا على نكش عشه.
لا أقول بأنك أنت لا تجرؤ ! استغفر الله ولكني اضرب مثالًا في المطلق.
لم لا تعطيهم فرصةً لتقييم امكانياتك يا وضاح؟ الكاتا الثالثة ؟ هاه؟ كنت اطير من الحماس وأنت تؤديها. هيا يا وضاح”
قالها وهو ينظر ناحيتي متوقعًا مني مسايرته في ارتجاله.
تمنيت وقتها لو ألكمه على التفاحةِ البارزةِ في حلقه كي لا يجيء بمثل هذه الحماقات إلى الأبد. صديقي الذي رميت بآمالي عليه فألقى بها أمام الفتواتِ في اختبارٍ محتومٍ بالفشل .
لم أكن قد تدربت على الكاراتيه إلا لمدة أسبوعين في حياتي كلها قبل خمسة عشر عامًا.
والآن أندم على الغطرسة التي كانت تسكنني كلما لبست رداء الكاراتيه الأبيض أمام أقراني . ها هو فرج يأخذ بثأرهم جميعًا مرة واحدة.
“أنا؟ الآن؟ “
نطقتها متلعثمًا وأنا أطالع عينيه أتوسله إرتجالًا جديدًا يخرجني من مأزق ارتجاله الغير محسوب.
” نعم ، هيا يارجل” أومأ برأسه الصغيرة مؤكدًا، فلعنته في سري حتى تورم قلبي.
دققت في الوجوه المتسمرةِ باتجاهي . الوجوه التي لا تنبئ إلا بسخريةٍ تنتظر حدثًا هزليًا جديدًا .
شابك مهيوبٌ يديه على المنضدةِ الموضوعةِ أمامه كعضو لجنة تحكيم، ومال نعيمٌ برأسه إلى الخلف وهو يصوب عينيه الجاحظتين باتجاهي .
أنا فأر تجارب أعرج ، أنا مسخٌ جاهزٌ للسخرية منه . أنا من عقّ بوالدهِ ليبُر أمه.
قررت مواصلة المسرحية الهزلية إلى نهايتها .
باعدت بين ساقيّ ومددت يدي بمحاذاةِ جسدي الراجف .
ثم كورت قبضتيّ ورحت أكيل اللكمات في الهواء كيفما أتفق وأنا أتحرك بصورةٍ دائريةٍ ثم أصد ضرباتِ عدوي اللامرئي بحماسٍ مشتعل. لم أكن إلا عدو نفسي .
أما فرج فراح يسوّق حركاتي الغير مفهومةِ كمندوب مبيعاتٍ مبتدئٍ كُلِف بمهمة بيع بضاعةٍ كاسدة
” أنت بطل . أترى ذلك يا مهيوب؟ صدقني يا سيدي هذا الرجل هو القطعة الناقصة في سرب غربانك .
الله! هل شاهدت هذه اللكمة يا مهيوب؟
أعدها بالله عليك . تخيلها ترتطم بوجه أحد المتعثرين بالسداد . ههه صدقني سينتظم الجميع بعدها. “
توقفت . عدت إلى وضعيتي الأولى ثم انحنيت راكعًا لتحية الفتوات . ربما كانت تحية لهم لصبرهم على مشهد اللكمات الغير مفهومة.
” هاه؟ ما قولك؟ ” قالها فرجٌ وهو يربت على كتفي مزهوًا.
” قل لي يا حضرة الدبور، من علمك هذا الهراء؟”
خاطبني مهيوب للمرة الأولى و قهقهته تمتزج بضحكات غربانه الأنذال.
فشعرت بحلقي جافًا لا يقدر على النطق ورحت أطالع رفيقي طلبًا لإذن تحريك لساني فأومأ بجمجمته الصغيرة.
” معلم كاراتيه كان يسكن في الحي المجاور منذ خمسة عشر عامًا .
سجلني والدي في مدرسته الخاصةِ بفنون القتال تشجيعًا لبقية الآباء على تسجيل ابنائهم بعد أن عانى معلم الكاراتيه من ضائقة مالية شديدة ”
” أوه ، هذا تصرف نبيل من والدك ، لم تخبرني بإسمك الكامل” قالها الضخم ساخرًا وهو يعدل من جلسته.
” اسمي وضاح . وضاح عبد الرزاق يا سيدي . لم أصدق نفسي بعد أن أخبرني فرج عن فرصةِ العمل تحت إمرتكم. فألححت عليه بالطلب ليرتب لي هذا الموعد”
لم أكن أنا من يتحدث ، كانت الحاجة .
قام الغول من مكانه واتجه ناحية الغرابين الواقفين عن يمينه وصرخ بصوته الطفولي الحاد
“ هل تسمعون ؟ يرغب بالانضمام لكم . وبسبب تهاون صديقكم وضعفه ظن الناس بأن عملكم سهل و أن أي شخص يستطيع تأديته .
هذه هي سمعة غربان مهيوب الغول بين السكان ”
ضرب المنضدة بقبضته فارتج المكان ثم واصل بغضبٍ أكبر ” مهرجٌ يجيء لي برجلٍ هزيلٍ يقضي أسابيع في الفراش إذا أُصيب بدور زكمة عابر. ويطلب مني تعيينه”
” لكن يا سيدي ..”
” اكتم انفاسك يا فرج، لم أعد أطيق الاستماع لصوتك”
صمت الغول للحظاتٍ ثم عاد يسألني ” قل لي يا وضاح هل تجيد الحساب؟”
” نعم يا سيدي” ها هي تُفرج .
وعلى حين غفلة . وبعد أن لاحت بوادر النهاية السعيدة للمسرحية بالظهور . أطل الأفعى نعيم برأسه من بعيدٍ ونطق للمرةِ الأولى بأكثر سؤالٍ كنت أخشاه
” يا وضاح ، أبوك عبدالرزاق خضر تاجر الكَُلَف؟” ليته لم يسأل.
صوته قبيحٌ كشكله، كشعره المنحسر من مقدمة رأسه والمعقود في نهايته.
شعرت برعدةٍ باردةٍ تسري في ظهري وازداد جفاف حلقي جفافًا. ثم أجبته منكسرًا وأنا أطالع طيف والدي الذي ما فتئ يمنعني عن مخالفة وصيته.
” نعم ، أنا ابن عبد الرزاق خضر تاجر الكلف”
ضحك نعيمٌ بصوتٍ عالٍ ثم نظر إلى الغول وقال “ هذه عندك يا رفيق ، يعد أبوه من أكبر أعداء السيد . هذا إن لم يكن أشدهم عداوة على الإطلاق”
صُعق البدين وازداد غضبًا حتى إسوّد وجهه . ووجه نظراته الحادة في اتجاه فرجٍ وتأهب الغربان استعدادًا لأوامر فتواتهم.
لم أحتمل ضياع الفرصة. فوجدتني أقاتل في سبيل آخر بصيص أمل
“لكن هذا حدثٌ قديمٌ يا سيدي ، حدث عمره عشرون عامًا . لقد كنت في الخامسةِ من عمري عندما حصل كل هذا .
ثم وإني شهدت أحلام السيد تصير واقعًا وصار مجمع المستقبل حقيقةً تزداد ثباتًا كلما تقدمت في العمر . سلمت رؤية السيد ”
” هه ، الولد سر أبيه” قالها نعيم وهو يلوح بيده في الهواء بميوعة.
” لكن في كلامه شيئًا من المنطق يارفيق” قالها مهيوب بتعقلٍ استغربه الجميع منه .
فعاد نعيمٌ لقهقته الذميمة مجددًا وقال ” خذ كلامه المنطقي هذا إلى ساجد، ولنرى قوله”
صمت الجميع فجأةً بعد دخول أحد غربان نعيم إلى المطعم على وجه السرعة ولم يتوقف إلا عند أذنه هامسًا .
صاح الأفعى في غضب ” وجدتموه!” هز الغراب رأسه تأكيدًا فقام الهزيل اللئيم من فوره وخرج من المطعم متوعدًا .
“هاه ، ما قولك يا غول الفتوات؟” تساءل فرج بعد أن صمت لوقتٍ طويل.
” رأيي هو أن تأخذ بيد رفيقك وتخرجا على الفور . ولتعلم يا وضاح بأن عليك أن تحمد الله على خروجك من هذا المكان سالمًا” .
” لكن يا سيـ..”
” لا ! قلت لا! لا مكان عندي للخونة! ” قالها ثم أشار لغربانه أن اطردوهم .
*******
خيم الصمت على رحلتنا القصيرة من المطعم إلى النوكامب .
إتقى فرج إلتقاء أعيننا طوال الطريق وكأنه يلوم نفسه على ما حصل .
صديقي الذي أفرغ مخزون حيلهِ في سبيل إبقاءالعِقد الذهبي في حوزة الأميرة .
ولم أكن لأعاتبه على شيءٍ مما حصل بقدرِ معاتبتي لحظي العاثرِ الذي ارتاح للخيبة.
فرج الذي حاول طمأنتي بمحاولةٍ جديدةٍ في الغد مع فتوةٍ آخر قبل أن يودعني على حدود النوكامب.
ولما تنبهت لاقتراب موعد صلاةِ المغرب ، أصابتني حسرةُ تخلفي عن مرافقةِ والدي في جولته اليومية بعد صلاة العصر و مساهمتي في نكثه لوعده لي بشراء الحذاء الجديد.
والدي الذي صان كل الوعود التي أطلقها في حياته و حافظ حذائه الأثير على أقدام ابنه من الزلل.