طرق موسى على الباب الحديدي المواربِ بيده المُثقلةِ بأكياسِ المؤونةِ التي يحملها كقربانٍ يقدمه طلبًا لرضى رفيقه.
اختار محتوياتِ الأكياس البلاستيكيةِ بعناية.
اثنا عشر مغلف حلوى هلاميةٍ و بسكويتٍ متنوع النكهاتِ يماثلها عددًا أو يزيد .
وصندوقٌ كاملٌ من شراب الجوافة، حاول أن يجد نكهةً أخرى غيرها بيد أنها النكهةُ الوحيدةُ التي لا تُفتح صناديقها في دكانه.
وإن ساءت الأمور وفشلت القرابينُ في استرضاء رفيقه ، فقناني الشاني الباردةُ التي تطحن بسكويتًا عاثر الحظ في أحد الأكياس هي الحل الأخير المضمون لإنهاء هذه القطيعة.
لمح في فرجةالبابِ الصدئ عينانِ صغيرتانِ تراقبانهِ بصمتٍ فألقى السلام على صاحبها
” كيف حالك ياعبد الهادي”
“ مش عبدالهادي” رد الصغير.
“صالح؟”
هز الصغير رأسه نافيًا ثم قال “ أنا زارع”
ابتسم العم متوددًا ثم همس ” أبوك في المنزل؟ ”
أومأ الطفل برأسه الخارج من فرجة البابِ إيجابًا ثم اختفى للداخل بسرعة.
اتكأ العم على جدار المنزلِ لتخفيف حمل القرابين التي جلبها معه وراح يفكر في الطريقةِ التي سيقابل بها صديقه القديم .
ارتبكت معدته بعدما تخيل حاله إن خاب مسعاه. ثم دعى في سره بأن يسير كل شيءٍِ كما يحب .
سمع خطواتِ الصغير تقطع المنزل وهو يصرخ ” طريق! طريق! ” فسرت راحةٌ مؤقتةُ في جسده.
فُتح الباب فتراءى له زارع بلباسه الرياضي القديم – يوفنتوس 2003 ممسوح الدعاية- وقدميه الممرغتين بالتراب.
تنحنح العمُ ثم مشى في إثر الصبي الذي قطع الباحة الترابية الفاصلة بين المدخل وباقي غرفِ المنزل.
كان يحاول أن لا يرفع بصره عن خطواتهِ خوفًا من هتكِ حرمةِ المكانِ الذي يدخله للمرةِ الأولى منذ خمسةٍ وعشرين عامًا.
لكنه رأى!
وساءه ما رأى!
غرفةٌ جانبيةٌ نُزِع بابها يكشف وهج الشمس المتسللُ من فجوةِ السقفِ الواسعةِ عن أكوامٍ من القمامةِ وبقايا أثاثٍ رث.
إطارات سياراتٍ ممسوحة المعالمِ تستندُ على سور المنزل المتصدع، وعياش يمشي متبخترًا فوق السورِ وهو يراوغ قطع الزجاجِ الحادِ المنتشر على قمته كدوبلير خبير .
عياش قطٌ معمر، نتيجة تزاوجٍ محُرمٍ بين قطٍ منزليٍ منعمٍ فارسي الأصل وقطةِ شارعٍ مجهولةِ المنبت.
يدل شعره الكثيفُ على صحةِ نسبه من والده وتبقيه اللطخ السوداء الكبيرةُ على جسده مقبولًا بين أفراد عشيرةِ أمه وينتصب الباقي من ذيله المقطوع كشاهدٍ على جسارته وقوةِ احتماله.
ولأن عمره كبيرٌ جدًا لم يعد ينشط إلا في مواسمِ التزاوج ولا يلحظ أحدٌ حركته الدؤوبةِ إلا في أوقاتِ بحثه عن أنثى يغازلها.
سماه جيلان بإسمه من فرطِ نهمه ببقايا الخبزِ اليابس الذي كان يلقي به موسى عند باب الدكان صباح كل يوم.
اعتصر قلب موسى ألمًا وهو يطالع منزل صاحب عمره وهو يكتسي ملامح الفقر بكل تجاعيده الذميمة.
أهكذا يعيش جيلان الخضرجي ؟
ما كل هذا الهم؟
وكيف له أن يصبّح عليه كل يومٍ كاشفًا عن أضراسه المتباينة في حبور!
لطفك يارب.
تناهت إلى سمعه وشوشةٌ فأدار عينيه في محاجرهن لكشفِ المحيط دون تحريك رأسه، ولما لم يجد أحدًا قدر بأنها إحدى صغيراتِ عياش تعبث بكيسٍ فارغٍ في مكانٍ قريب.
سمع الوشوشة مجددًا بشكلٍ أوضح من ذي قبل فدقق النظر في مصدرها، ولما رأى واحدة من نسوة المنزل تقف خلف أحد أعمدته رجف قلبه وأشاح ببصره مسرعًا ثم همهم مستغفرًا.
ركز نظره في خطواتِ الصبي متجاهلًا الهمس الذي مالبث أن ازداد حتى صار يسمع اسمه بين ثناياه فالتفت ناحيتها وجلًا . كانت المرأة الواقفة خلف العامود تشير إليه تطلبه القدوم فتسمر العم في مكانه .
خشي البدين من أن يرتكب خطأً جديدًا وهو في طريقه لإصلاح آخر !
ازدادتِ المسافةُ بينه وبين دليله الذي كان يستمتع بسخونةِ التراب بدس قدميه الصغيرتين فيه بين خطوةٍ وأخرى ، ثم قرر الانحراف عن مساره مسرعًا والتوجه ناحية العامودِ لكشف السر الكامن خلفه.
لم يجرؤ موسى على الإلتفافِ خلف العامودِ بكامل قطره ففضل أن تكون الإسطوانة الحجرية فاصلًا بينهما، وظل صامتًا ينتظر.
” كيف حالك ياعمي ؟” قالتها وهي تظهر من خلف الإسطوانة الحجرية التي تسند ماتبقى من سقفهم لمواجهته.
” الـ.. الحمدلله أنا بخير” صمت قليلًا ليراجع نفسه أيسألها عن حالها أم يكتفي بإجابته؟ ثم قرر الإكتفاء بما قاله.
” هل عرفتني يا عم؟”
“لا .. اعذريني يا ابنتي”
” أنا شمس” قالتها وهي تبتسم.
“شمس!”
شمس أم شعفة؟
ابنة جيلان الوحيدة !
شمس الطفلة القصيرةُ الهادئة التي كانت تزوره في الدكان رفقة عثمان وكأنها تمشي على الهواء وهي معلقة بيده؟
شمس التي كانت تتغيب عن مدرستها لفرز صناديق الطماطم مع والدها؟
كيف لم يعرف تلك العينين العسليتين التي تعتلي وجهها الوضاء! ومتى كبرت واستدارت وتخلت عن جسدها الطفولي لتصير أمرأة ناضجة؟
ما أجملها وما أسرع الأيام.
” ماشاء الله . كيف حالك يا ابنتي ؟ ”
” أنا بخيرٍ يا عم ” صمتت للحظةٍ قبل أن تغير رأيها
” في الحقيقة .. أنا لست بخيرٍ ياعمي”
” خيرًا إن شاء الله!”
” أبي . انتكس حال أبي ياعمي ولم يعد يغادر هذه الغرفةً منذ أيام …. لم يعد يغادر فراشه أساسًا . ولا يُقبِل على طعامهِ إلا إذا أحس باقترابه من الموت على ما أظن ”
مسحت دمعةً فرت من عينها لتفضح حزنها ثم أكملت ” من الجيد أنك قررت زيارته . أظن بأنك الوحيد القادر على إخراجه من حالته هذه، لم يتصرف بهذا الشكل من قبل إلا عندما رحل عثمان وأظنك تعلم، أرجوك ساعدنا ياعم فأنت صديقه الوحيد”
” ألمه مني بعمق ألم سجن ابنه!”
هذا ما قاله موسى لنفسه ، أما ما قاله لشمس فكان ما يلي
” خيرًا إن شاء الله، لا ترضيني حالةُ والدك وأعدك بأني سأخرجه من حالته هذه ، هذا وعد مني لكِ . أمازلت تحبين الغوار؟”
ابتسمت شمس بخجل ثم أومأت برأسها . وعدها بأن يرسل لها دزينةً من أعواد الغوار مع جيلان في المساء لأنه متأكدٌ من إخراجه من حالته.
اقترب زارعٌ من موسى فغربت الشمس .
تبسم العم في وجه الصغير وتعذر برؤيته لقطتين تتعاركان بجانبِ العامود أجبرتاه على فض الاشتباك.
أكملا بعدها الطريق وفي رأس البدين فكرةٌ واحدةٌ تضج بصخب
” شمس لعامر وعامر لشمس”
*********
عب هواءًا ثقيلًا في رئتيه قبل الدخول لصاحبه. كان زارعٌ يقف بجانب البابِ من الداخل يشير للعمِ إيذانًا باللقاء.
كان رفيقه مستلقيًا على فراشٍ مستقبلًا الجدار تائهًا في بياضه المشوبِ بصفرةِ الزمن .
بدأ العمُ بوضعِ قرابينه على الأرض بغية تقديمها ، أفلت الأكياس من يده ، ثم استند على ركبته ورفع صندوق العصير من على كتفه وأنزله بجوارِ رفاقه.
رفع جيلان يده مشيرًا إلى زارعٍ بالإنصراف دون أن يلتفت، ثم قال بإقتضاب ” مالذي جاء بك؟”
جلس البدين على مقربةٍ من فراش صديقه وأجاب بعد أن مسح قطراتِ العرق المنبجسةِ من جبينه “ كيف حالك ؟”
اكتفى جيلان بالتجاهل.
أكمل العم حديثه” طبعًا لا ترد لأنك لست بخير، الناس ليسوا بخير ، أهلك ليسوا بخير ، وأنا لست بخير . في عز احتياجنا لك قررت الإختباء ومواجهة الجدار .”
استفزه صمت خصيمه فواصل
” مالذي تراه في هذا البياض ها؟ هل ترى أملًا قادمًا من بعيد! تبحث عن صدعٍ تخبئ فيه حزنك؟ أم أنك ..”
سكت قليلًا ثم أفلت بضحكة حسِرة وقال
” يا الله جيلان يبكي! استيقظ يا رجل نحن نحتاجك”
خيم السكون على الغرفةِ المنزوية لبعض الوقت . مازال جيلان على حالهِ ساهمًا في البياض وموسى يتلفت في الغرفةِ بحثًا عما يقوله ، ثم رفع عقيرته بالغناء :
يامن رحلت إلى بعيد قصر مسافاتِ البعيد
لاتدخل النسيان أو مافيه من صمتٍ وبيد
فلربما عاد الهوى وأعادك الله المعيد
لم يفلح صوته الرخيم في خرق جدار الصمت الذي فرضه جيلان . خضع البدين للحظاتٍ قبل أن يعقب وهو يهز رأسه
” حتى أيوب طارش لا يصلح للشفاعة! على الأقل اسمح لأطفالك المختبئين خلف البابِ بأخذ التسالي التي جلبها لهم عمهم”
” لا نقبل الصدقات”
” استغفر الله لا لا مالذي تقوله يا رجل ! هذه هدايا لابنائك، والله اني أعدهم أبناءًا لي” قالها موسى باضطراب.
أطلق جيلان ضحكة طويلةً ثم قال” نعم ابناؤك، أبناؤك الذين لا تعرف أسماءهم! أبناؤك الذين عيرت والدهم بهم؟ لا تنسب لنفسك شيئًا لا تعرف قيمته”
اعتدل جيلان في جلسته لمواجهة رفيقه وملاحظة وقع كلماته على ملامحه، فاختفت الأعين الصغيرة المتراكمة خلف الباب.
ذبُل الخضرجي كثيرًا .
صار وجهه قاتمًا وغارت وجنتاه ونبتت لحيته بشكلٍ عشوائيٍ واصفرت عيناه.
لم يعد جيلان جيلان .
عاد لمواصلةِ حديثه ” يسلك الواحد منا كل السبل الممكنة وغير الممكنة، المباحةِ وغير المباحة من أجل أن يعيش أبنائه دون أن ينقصهم شيء .
الواحد منا مستعدٌ لمصافحةِ الشيطان، لمعانقة الشيطانِ حتى لا يأتي يومٌ يقول فيه صغيره أريد وهو لا يقدر.
يستعد الواحد منا للتضحيةِ بروحه، بكرامته وراحته ليرى صغيره في مكانٍ أفضل ، في مكانٍ لم يستطع هو نفسه الوصول إليه “
صمت قليلًا .
نظر إلى الأرض ومسح الزبد المتراكم على أطراف فمه بإبهامه قبل أن يكمل “ ما أريد قوله ياموسى هو أن الأبناء مقدسون .
كُلْ قلب الأب ، اشمت بعرجه وطريقةِ كلامه. لا مشكلة ، ولكن فكر ألف مرةٍ قبل أن تذكر ابنه بسوء. “
حدق في وجه البدين ، شكّل العرق طبقةً سائلةً ثقيلة على جبينه وأحمرّت عيناه .
تابع ” كنت قد سألتني عما أراه في هذا البياض – أشار بسبابته ناحية الجدار- دعني أخبرك .
كنت أبحث لك عن عذرٍ يمحو سوأتك، قلت يا جيلان لا بد وأنك أخطأت في حقه .. اعذره يا جيلان فلم يجرب شعور الأبوةِ يومًا .. يبدو بأن سمعك صار ضعيفًا وانتقل كلامه إليك بشكل خاطئٍ يا جيلان .. دخل الشيطان بينكم ياجيلان .. حتى الشيطان نفسه لم يقدر على شفاعتك يارفيقي ، ساعدني بالله عليك”
علا نشيج موسى ، ولم يعد قادرًا على السيطرةِ على نفسه وراح يصفع وجهه بيديه وهو يصرخ ” السماح ياربي السماح!”
ثم ارتمى على رفيقه وراح يقبل رأسه ويحتضنه بشدة. رفيقه الذي شاركه طقوس الغفرانِ بدمعةٍ نافرةٍ من عينه.
” اتود أن يراك أبناء أخيك بهذه الحالةِ وأنت توزع عليهم هداياهم؟ امسح دموعك يارجل” قالها جيلان بعد أن هدء رفيقه وعاد لمكانه.
أشار جيلان بيده فاقتحم الصبيةُ المكان ، شكروا البقال ، قبلوا يده وخطفوا الأكياس بلمح البصر.
وغاب الرفيقانِ في الضحكِ وكأنهم اكتشفوا تعبيره للتو.
“ صديقا عمرٍ فرقتهم عجيزة، عفوك يا الله” قالها جيلان ضاحكًا فتجهم وجه موسى .
لاحظ جيلان فاعتذر.
سأله بعدها “ تحبها؟”
تلعثم البدين . شعر بهتك حجابه مجددًا ونطق في غضب
“هل تسمع لما تقول؟ عيب عليك يارجل“
ابتسم جيلان ، إتكأ على يمناه ثم قال “ ألا تلاحظ تصرفاتك؟ موسى يا موسى أتظن بأني بطيء فهم وقليل إستيعابٍ لأنني صادقت الخضروات طيلة عمري؟ دعك من هذا .
أنا أرى وجهك بشكلٍ يوميٍ منذ عشرين عامًا. رأيتك بكل حالاتك . في الفرح وفي الحزن . في الجد والهزل . في الضيق وفي السعة .
لكن هذا الوجه الذي ترتديه منذ مدةٍ جديدٌ عليّ غير أني أعرفه جيدًا وسمعت عنه كثيرًا .”
توقف للحظاتٍ يهرش أرنبة أنفه ثم تابع ” أنت رجلٌ شفاف و واضح . لذلك كلُ ماتسعى جاهدًا لإخفائه يظهر جليًا للجميع . على الأقل هو واضح عندي . أقول لك هذا لتكون على بينة”
زفر البدينُ عاصفةً كانت تموج في صدره . ثم قال وهو يعبثُ بخيوط السجادِ بصوتٍ رقيق :
“أنا مسن مشوش الفكر . لا أعلم إن كنت أحبها . إن كنت لا أحبها
إن كان إعجابًا لحظيًا أو حبًا من النظرةِ الأولى . هل هي حوريةمرسلةٌ من السماء؟ أو أنها مجرد فتاةٍ عاديةٍ جدًا مرت على دكاني في يومٍ ممل فنسجت من مرورها حكايةً لكسر رتابة اليوم .
أنا لا أعرف طبيعة شعوري أو حقيقته لكن قلبي الغبي يخفق بشدة كلما رآها . يخفق وكأني تكونت في رحم أمي للتو . لا أعرف حقًا . أهكذا يشعر الأحبة؟ “
“اممم . ويلبسون البناطيل أيضًا” قالها جيلان مداعبًا .
” جيلان!”
” حسنًا حسنًا . أتظن بأني لم أشعر بكل هذا منذ البداية؟”
” أرجوك إعفيني من ظنونك” قالها البدين بضجر .
أكمل جيلان ضاحكًا بعد أن عدل من جلسته” استمع إلى نصيحة أخيك رغم أنك في عمرٍ لا يحتاج إلى نصيحة . لا أظن بأن ماتمر به مجرد إعجابٍ عابرٍ بمخلوقٍ أُبدِع في خلقه .
ولا أظن أن حركة قلبك المضطربةِ لا تدل على شيء . ولن أحدثك عن الفارق العمري الكبير الذي بينكم . لكن هل وضعت اختلاف الثقافاتِ بينكم في الحسبان؟
أفكاركم . طريقة معيشتكم . كيف ترى المرأة وكيف ترى هي الرجل؟ هل فكرت حتى في توافه الأمور؟ مائدة الإفطار مثلا”
قاطعه موسى ” لا مشكلة أنا معتادٌ على الحمص والفلافل . حتى وإن أُضيف المتبل فلا مشكلة لدي”
” هذا إذا كنت سترتبط بعباس النابلسي لا بإبنته .”
قهقه الخضرجي معجبًا بطرافته وموسى يرمقه بنظرةٍ معاتبة .
” حتى هذه الأطباق التي تتحدث عنها لم تعد المكون الرئيسي لسفرة هذا الجيل . نصيحتي لك بأن تترك مشاعرك تتخمر لعدةِ أيام و تفكر في كل شيءٍ بشكل جيد .
بعدها إن كنت لا تزال مصممًا ، سآخذ أم عثمان و أحمل طبقًا كبيرًا من الفواكه وأخطبها لك بنفسي . اقولها لك من الآن ”
تبدت الراحة على ملامح موسى فضحك بصوتٍ عالٍ ثم قال ” من أين لك بكل هذه الحكمة؟“
” أتظن بأنني لم أستفد من تجاربي في الحياة؟”
“ها هو يعود من جديد” قالها موسى وهو يضرب الهواء بكفه.
“وإن لم توافق؟” تساءل البدين بخوف بعد تفكيره للحظات.
رد جيلان وهو يضحك ” إن لم توافق ، البركة في أم حسان”
“لم أفهم”
” صحيح أنها تكبرك ببضع سنواتٍ لكني أرى فيكم زوجًا ناجحًا”
” ابلع لسانك يا أعرج ” رد موسى غاضبًا
صمت جيلان . عاد للضحك مجددا ثم قال
” حسنًا كما قلت لك دعها تختمر”