التاريخ : 22 مارس 2017 اليوم: أربعاء
يبدو لي بأني سأبدأ بتدوين بعض أحداثي الشخصيةِ في هذا الدفتر بجانب الكوابيس، فما حصل في هذا المساء حدثٌ لايتكرر في كل يومٍ وأتمنى بأن لا يحدث مجددًا.
قد يبدو خطي الركيك أصلًا أكثر ركاكةً من قبل ، فقد أصبت في يدي اليمنى التي أكتب بها جراء العراك الأخير الذي وقع بين العم موسى ورفيقه جيلان.
وإن كنت لا تعرف العم موسى أوحتى رفيقه فدعني أعرفك بهم.
العم موسى هو بقال الحي منذ تكون مفهوم البقالةِ لدي، فهو أول بقالٍ عرفته في حياتي وأكاد أزعم بأنه التعريف الأول للبقالِ لكل أقراني في الحي. هو خمسينيٌ طيبُ القلبِ سمته الهدوء لا يتوانى أبدًا عن مساعدةِ المحتاج حتى لو كان هو أحوج منه ولا تفارق الإبتسامة وجهه حتى يكاد يظن المرء بأنه قد خُلق بها.
أما عن جيلان جاره في الرزق، فهو الخضرجي الأقدمُ في الحي وملك النكتة الذي يستطيع إضحاك الحجرِ على حسب وصف رفيقه موسى له. و أبٌ لأطفالٍ لا أستطيع عدهم، دائمًا ما تجده واقفًا أمام بابِ دكانه الصغيرِ يراقب المارةَ خوفًا عليهم من شرِ أبنائه ، حتى إذا مّل عاد إلى داخل المحلِ بخطواتٍ متأنيةٍ لإخفاء عرجه.
لا يعرف أحدٌ السر وراء شجارهما المفاجئ إلى حد اللحظة فقد سألت كل من شهد العراك من أوله ولم أخرج بإجابةٍ شافية.
عندما وصلت، كان جيلانٌ باركًا على بطنِ العمِ الذي فاجئ جيلان بصفعةٍ على أذنه أكاد أجزم بأنها لازالت تؤثر على سمعِ الخضرجي حتى الآن لدرجةِ أنني تسائلت عن سرِ خفةِ يد العمِ وهي ترتطم بسرعةِ على وجه رفيقه.
انتشلت جيلان من فوق جارهِ بعد عناءٍ بمساعدةِ أحد المتجمهرين واستطعنا سحبه إلى مكانٍ يجعل عودتهما إلى الإشتباكِ من جديدٍ أقرب إلى الإستحالة.
فراح جيلان يطول بلسانه ما لم يقدر عليه بيده، اتهم العم بتعييره بعرجهِ وأطفاله من أجل امرأة وأسهب في نعته بأقذع الأوصاف.
فاضطررت إلى سد فمهِ الثائر بكفي ليباغتني بعضةٍ لم أشعر بألمٍ يوازي ألمها من قبل ولا أزال – هنا فرك صهيبٌ على يده المتورمةِ وهو ينظر إلى خرائط الدمِ الأزرقِ المتخثرِ تحت الجلد- .
والغريب في الأمر هو هدوء العمِ موسى في خضم كل ما حدث وكأنه نادمٌ على ما يجري ، كأنه أخطأ فعلًا في حق رفيقهِ ولم يشأ في إطفاءِ جوعِ النار بمزيدٍ من الحطب.
والحق أقول، أنني صرت قلقًا جراء ما حصل ، فهذا هو الخلاف الأول الذي أشهده بين الرفيقين ، لطالما سمعتُ بأنه لا أمان لتقلباتِ الدنيا واليوم بت متأكدًا من ذلك.
رقم الكابوس 76:التاريخ : 24 مارس 2017 اليوم: جمعة
لا جديد كابوس ماريا لا يفارقني.
أكاد أُجن.
التاريخ : 26 مارس 2017 اليوم: أحد
أشعر بيدي ثقيلةً وأنا أدون هذا الحدث،
أشعر بالمرارةِ تملأ فمي ولا أستطيع إيجاد وصفٍ يهون ما حصل لي. اليوم فُصِلت من العملِ دون سابقِ إنذار.
وإن كنت تظن بأني كنت مفرطًا في عملي أو متهاونًا فأقسم لك بأني أكثر موظفٍ مواضبٍ في تاريخِ هذه الشركةِ الحقيرة.
أشعر بخيانةِ رب العملِ لي . وأحس بحقارتي كلما تذكرت حماستي في تلبيةِ طلباتهِ الشخصية ظنًا مني بأنه سيخصني برعايةٍ مختلفة. والحقير لم يكلف نفسه حتى مقابلتي لشرح الأسباب. وترك الأمر كله بيدِ سكرتيره الخاص ، عدوي الأول.
يالنجاستي! كنت أضحك بصوتٍ عالٍ على دعاباته السمجة.
لكني لن أترك حقي وسأبحث عن محامٍ كفؤٍ يستعيدُ للعصفورِ لقمته من فمِ الأسد.
حسبي الله ونعم الوكيل.
التاريخ : 4 أبريل 2017 اليوم: ثلاثاء
جلست اليوم مع أحد المحامين وشرحت له القضية كلها ووعدني بالمرافعةِ بعد دراسة كافةِ حيثياتها.
كنت أظن بأن العمل سيتأثر قليلًا في غيابي وها أنا أشعر بالنسيان والنكرانِ بعد أسبوعٍ ونصف.
السكرتير الخاص ينشر صورةً له على الانستغرام رفقة باقي الموظفين خلال مأدبةِ عشاءٍ في منزل صاحب الشركة. لا أعرف لماذا لا زلت أتابع هذا الشخص على وسائل التواصل الإجتماعي حتى الآن .
استمتعت بالقراءة ، ، حقا انت ممتع 👍👍